معني وهو معكم أينما كنتم

فالمعية في لغة العرب لا يلزم منها الاختلاط والممازجة ، فالعرب تقول : ما زلنا نسير والقمر معنا ، والنجم معنا . مع أن القمر في السماء ، وليس على الأرض ، وهو أسلوب عربي صحيح ، ولا يفهم أحد منه أن القمر صار معنا على الأرض .
فإذا جاز في المخلوقات أن تقول : إن القمر معنا ، وهو في السماء ، ففي الخالق سبحانه وتعالى من باب أولى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية 

“وقد أجمع سلف الأمة على أنه سبحانه فوق العرش ، وأنه معنا ، وأن ذلك حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن 

يصان عن الظنون الكاذبة . [يعني بالظنون الكاذبة أن يفهم من هذا أنه سبحانه مختلط بالخلق] . 

وليس معنى قوله : (وهو معكم أينما كنتم) أنه مختلط بالخلق ، فإن هذا لا توجبه اللغة ، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة ، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق ، بل القمر آية من آيات الله ، من أصغر مخلوقاته ، وهو موضوع فى السماء ، وهو مع المسافر أينما كان” انتهى من “مجموع الفتاوى” (3/199-200) .